سياسة الاذلال
السعر الأصلي هو: 200 ج.140 جالسعر الحالي هو: 140 ج.
يشاهد التّصوّر التّقليدي أنّ الجناة قد خالفوا النّظام الاجتماعيّ، والسّلام العام؛ ولذلك فإنّه يقتضي أن يُعاقبوا علانيةً، فوجود المتفرّجين يؤكّد على قرار القاضي ويُسوّغه من ناحية، ويحقّق مقصد السُّلطة في ردع الآخرين عن تتالي الجرم من ناحيةٍ أُخرى، وذلك الردع لا يجيء من الفزع من الأذى الجسمانيّ للعقوبة ليس إلا، إلا أن من الرهاب من الإحساس بالخِزْي والعار، الذي لا يتحقّق إلّا بوجود شهودٍ على الإذلال الحاصل.
إلا أن كيف تتشكّل المجتمعات التي أقر مثل هذه الأعمال، أو على أن تطالب بها؟ وما الأنظمة السّياسيّة التي تتيح بالإذلال، وما الأنظمة التي تسعى حجبه؟ وهل يمكن لنا القول: إنّ الإذلال متعلقٌ بفترة “العصور الوسطى المظلمة” لاغير أم إنّ الحداثة “السّاطعة”، والمنيرة، والمتنوّرة قد جلبت برفقتها طرقَ حديثةً للخِزْي خاصّةً بها، واخترعت إجراءاتٍ عصريةً للإذلال؟
في فحصٍ مدهشٍ للأحداث التاريخيّة والمعاصرة، تُوضح المؤرّخة الألمانيّة أوتا فريفرت الدور الذي لعبه الإذلال في إنشاء المجتمع الحوار، وكيف استُعمل الإذلال والشعور بالعار الذي يولّده كوسيلةٍ للهيمنة، من عوالم السياسة إلى التعليم المدرسيّ، وأنّ فنّ الإذلال ليس شيئاً من السالف فقط، لكن تطوّر ليناسب تغيّرات القرن الواحد والعشرين، في عالمٍ لا يكون الإذلال فيه من القوى السياسيّة التي تسيطر علينا فحسب، إنّما من قِبَل أقراننا ايضاًًً
المؤلف | |
---|---|
المترجم | |
عدد الصفحات | 406 |
الناشر |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.