التشيع فى مصر
السعر الأصلي هو: 200 ج.125 جالسعر الحالي هو: 125 ج.
هذا كتاب المسبار الـسابع والسبعون لشهر مايو (أيار) 2013، يطرح مسألة أبناء الطائفة الشيعية في مصر، وهو موضوع لم يَنَل حَظّه الكافي من البحث. ولعل هذا الكتاب يَسُد النقصَ في هذا الجانب، ويمثل تأسيساً يبنى عليه في أبحاث أكثر تفصيلاً وأشمل استيعابًا.
بعد الثورة المصرية يناير (كانون الثاني) 2011 وما استتبع ذلك من تقارب مصري/ إيراني ملحوظ، تعالت أصواتٌ تُحذّر من الامتداد الشيعي داخل مصر، مع بُدُوِّ تغيّر في مواقف مؤيدي التقارب إثر اكتشافهم أنه غير ذي جدوى، وظهر ثبات آخرين أو محاولتهم إمساك العصا من المنتصف، كما سنرى في ثنايا هذا الكتاب.
لكن ثمة أسئلة رئيسية تطرح نفسها عند فتح ملف الشيعة في مصر:
هل للشيعة امتداد حقيقي في مصر؟ هل هم مصدر خطر؟ ولو كان للشيعة امتداد فما مداه وما وسائله؟ وما موقف الأزهر وعلمائه حول هذا الأمر؟ وما موقف السلفيين بأطيافهم المختلفة؟ وما موقف شيوخ الطُرُق الصوفية؟ أهناك توحد في النظرة تجاه هذا الأمر؟ وما السيناريو المستقبلي المتوقع في مصر حول هذه القضية؟ تلك أسئلة أجاب عنها الباحثون في هذا الكتاب كلٌّ من زاويته.
نستفتح هذا الكتاب بدراسة أحمد عبد الرحيم، مدير إدارة النهضة بمركز النهضة للتواصل الحضاري بالسودان، الذي سلَّط الضوء على تاريخ الجامع الأزهر، والذي بِدءُ ليكون قلعة من قلاع الشيعة إبّان تكوينه الأول، ثم ما لبث أن غدا، بعد زوال حكم الفاطميين، قلعةً من قلاع أهل السنة حتى اليوم. ثم عرّج الكاتب على موقف الأزهر حديثًا من التشيع، ونقل لنا ظروف وملابسات تجربة (التقريب بين السنة والشيعة)، ومن هم أبطالها ومؤيدوها، بشيء من التفصيل، منذ وفود جمال الدين الأفغاني، الذي لاتزال التكهنات حول تَشَيُعهِ محل نقاش بين الباحثين حتى اليوم، ثم تلميذه محمد عبده، إلى شيخ الأزهر الخامس والعشرين، الشيخ سليم البشري، وشكك الباحث بنسبة كتاب (المراجعات) التي تضمنت مراسلات بين الموسوي وبين شيخ الأزهر، التي اختتمت باقتناع شيخ الأزهر بالمذهب الشيعي! ناقش الباحث واقعية هذه (المراجعات) منتقداً الأزهر وعلماءه، في (لا مبالاتهم) تجاه ما وصفه بزعم انتساب شيخ من أبرز شيوخه إلى المذهب الشيعي.
ويستمر الباحث في عرضه التاريخي حول تجربة التقريب التي لم تلق إجماعًا من كل شيوخ الأزهر منذ بدايتها، ما بين شدٍ وجذبٍ، وتقدمٍ وتأخرٍ، بحسب الظروف السياسية غالبًا، والأطماع الإيرانية في المنطقة التي تبينها “دولة الملالي لاحقًا” في أقوال وأفعال. تلك المعارضة من بعض شيوخ الأزهر عطّلت اعتماد المذهب الجعفري بوصفه أحد المذاهب التي يحتضنها بجوار المذاهب السنيّة. مع ظهور فتاوى من الشيخ شلتوت وغيره، تجيز التعبد على الفقه الجعفري وتهوِّن من شأن الخلاف بين السنة والشيعة. ولم يفت الباحث ذكر موقف الشعراوي المتقلب.
واختتم الباحث دراسته حول التشيع في مصر بعد ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، وما آل إليه الأمر، مُعَرجًا على آراء شيخ الأزهر الحالي أحمد الطيب، والسلفيين، ومواقفهم الصارمة تجاه التشيع والتشييع، جاعلاً من زيارة الرئيس الإيراني نجاد للأزهر في ربيع 2013 حدثًا دالاً ومؤثرًا، فتناول اختيار إيران لتاريخ الزيارة، كما مرّ على آثارها العكسية، خاصة بعد وما وجهه شيخ الأزهر لضيفه من هجوم ناعم، أثار امتعاض إيران.
ويبدو خالد محمد عبده، الباحث في مركز دال للبحوث والدراسات والإنتاج الإعلامي، أشدّ إحسانًا للظن في مشروع التقارب، فنراه في بحثه يستشهد بالأمثلة والأدلة وأقوال الفلاسفة على القبول بالتعددية، ويرى فيها مدخلاً يرى فيه أهمية هذا التقريب، ويرى فيه أن الأزهر يشهدُ ردّة في هذا الجانب، عقب قناعة شيوخه به.
أما الباحث ماهر فرغلي، الباحث المختص في الشؤون الإسلامية، فقد بسط القول حول أهم الأحزاب والجمعيات والهيئات الشيعية في مصر، مُعرّجًا على أبرزها، ذاكرًا نبذةً عن كل منها، وعن تاريخها، وأهدافها، وظروفِ نشأتِها، وأهم مؤسِسيها وقادتها؛ وأبدى عدم ارتياحه لهذه الأحزاب موضحًا أنها تستغل التدين الفطري في الشعب المصري لتبث مبادئها، وتتسرب من خلال أنشطتها الثقافية والاقتصادية إليه، لكن هذه الأهداف التي تبدو مشتركة بين هذه المؤسسات على وجه العموم، لم تَحُل دون صراعات وراء الكواليس بين تلك الأحزاب والجمعيات وغيرها.
المؤلف | |
---|---|
عدد الصفحات | 346 |
الناشر |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.