الشعور الماساوى بالحياة

السعر الأصلي هو: 200 ج.السعر الحالي هو: 150 ج.

 طريقة فهمنا العالم والحياة أو عدم فهمنا لهما، تنبع من شعورنا حيال الحياة ذاتها، ولهذه الحياة كما لكل ما هو عاطفي حذور تحت شعورية أو لا شعورية، وأفكارنا ليست في العادة ما يجعلنا متفائلين أو متشائمين، وإنما هو تفاؤلنا أو تشاؤمنا ذو المصدر الفلسفي والمرضيّ ربما، ما يشكل على حدّ سواء أفكارنا، يقال الإنسان حيوان عاقل، ولا أدري لِمَ لا يقال هو حيوان عاطفي أو ذو حساسية.

ولعلّ ما يميزه عن معظم الحيوانات الأخرى، الشعوري أكثر مما يميزه العقل، ولطالما رأيت قطاً يفكر، ولم أره يبكي أو يضحك، لربما يبكي أو يضحك في داخله، كما قد يحلّ سرطان، أيضاً، في ذهنه معادلات من الدرجة الثانية.

إذاً، هو إنسان ما ينبغي لنا أن نهتم به عند كل فيلسوف… وأن أكثر المشاكل مأساوية في الفلسفة هي المصالحة بين الحاجات العقلية وبين الحاجات العاطفية والإرادية.

ومن هنا، إخفاق كل فلسفة تزعم فك التناقض الأبدي والمأسوي وهو قاعدة وجودنا، لكن، أيواجه الناس كلهم التناقض؟ وهذا الإهتمام الأسمى لا يمكن أن يكون عقلياً خالصاً، بل لا بد له من أن يكون عاطفياً، لا يكفي التفكير في المصير، بل ينبغي لنا الشعور به، ومن يتطلع إلى قيادة إشباهه من البشر، ويقل ويعلن أنه لا يهتم بالقضايا السماوية، لا يستحق أن يقودهم، من غير أن يعني ذلك بالطبع، أن يطلب منه حلٌّ معين. حل! أم يوجد حلّ ربما؟ أما فيما يعنيني أنا، فلن أسلم قيادتي بإرادتي، ولن أمنح ثقتي أبداً قائد شعب ما إن لم يكن مدركاً عند قيادة شعب، أنه يقود بشراً، بشراً من لحم وعظم، بشراً يولدون ويتألمون ويموتون… بشرٌ هم غاية بحدّ ذاتهم وليسوا وسائل؛ فليس من الإنسانية مثلاً أن يُضَحّى بجيل من البشر من أجل جيل يلهم إذا لم يساورنا إحساس بمصير المضحّى بهم وليس الإحساس بذكراهم، ولا بأسمائهم، وإنما بهم ذاتهم.

رمز المنتج: Fox-YC131S45884160 التصنيفات: الوسوم:
المؤلف

المترجم

عدد الصفحات

304

الناشر

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “الشعور الماساوى بالحياة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *