المكتبة فى الليل

لم أفهم حتى الآن كيف يمكن للكتٌاب الكتابة عن كل شيء، ثم لا يكتبون عن الكتب ذاتها، عن ما ينتجونه، عن ما يربطنا بهم حقاً، لكل مؤلف قصة مع الكتب، كيف يقرؤها ! وكيف يكتبها ! ولكنهم للأسف قليلاً ما يكتبون عن هذا، يتركون هذه المهمة لمن سيكتبون سيرتهم فيما بعد عندما يشيخون، أو ربما بعدما يموتون.

المكتبة كذلك تلقى ذات الإهمال، نادراً ما نقرأ عنها، كأنما نبت كل هؤلاء المؤلفين بلا كتب، كأنما ولدت في أفواههم الكلمات، ولم يرضعوها منذ الصغر من خلال عشرات وربما مئات الكتب، ولكن حظنا كقراء عرب تغير هذا العام، مع نشر كتابين يتناولان المكتبات والكتب، الأول هو هذا الكتاب ذو العنوان المغري لألبرتو مانغويل، والثاني هو كتاب هنري ميلر (الكتب في حياتي) – الذي أعكف على قراءته هذه الأيام -.