الكهانة العربية قبل الاسلام
السعر الأصلي هو: 300 ج.250 جالسعر الحالي هو: 250 ج.
تبدو الكهانة العربية، بحسب تعريفها الوصفي، وعبر تجلياتها، مرتبطة غاية الارتباط بالنبوة التي هي جذرها الأصلي، أو على الأقل درجتها الأولى. ليس ثمة انقطاع يفصل بين هذين المفهومين المتكاملين اللذين يبدو ثانيهما، بوصفه تفتحاً للأول. غير أن خطأ فاصلاً سيرتسم بينهما في اليوم الذي تغيرت فيه الشروط الاجتماعية عبر الانتقال من البداوة إلى التحضر أو من النظام القبلي إلى النظام الملكي. وفي اليوم الذي تبدلت فيه طبيعة الرسالة الإلهية ومحتواها تبدلاً كاملاً عبر الانتقال من الإيمان بآلهة متعددة، إلى عبادة إله واحد إلى التوحيد. فالكهانة والنبوءة هما التعبير الحب والفعال عن مجتمع محدد في حقبة معينة من تاريخه.
والواقع أن الكاهن العربي، الذي كان في البداية انخطافياً، ولا سيما في ظل تسميته بالأفكل، أو الرب، أو ذو إله، كان يستمد إلهامه من المصدر ذاته الذي كان يستمد منه النبي، أي: من الإله الذي كان الكاهن خادمه والناطق باسمه في آن معاً. وكان يمارس عمله الاجتماعي وينقل الرسالة الإلهية تحت تسميات السادن والحازي والعراف والكاهن والسيد، بالروح ذاتها إن لم يكن بالطريقة ذاتها التي كان يزاولها النبي. وقد بدأ وحيهما وفعلهما في الافتراق حينما لجأ الكاهن إلى وسائط أخرى بينه وبين الإله الموجى، في حين أن النبي عزز إلى أعلى درجة الروابط الشخصية بينه وبين الإله الذي يوحي إليه. ما أردت في الواقع التقديم لكتاب الأستاذ الكبير توفيق فهد عن الكهانة أو العرافة العربية، بل للترجمة التي استمتعت بروعتها ودقتها بما يفوق ما أذكر أنني استمتعت به عند قراءتي للكتاب بالفرنسية للمرة الأولى عام (1975).
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.