الامبراطورية : امبراطورية العولمة الجديدة
السعر الأصلي هو: 300 ج.250 جالسعر الحالي هو: 250 ج.
يصرّ كثيرون على القول: بأن السلطة النهائية التي تتحكم بسيرورات العولمة، والنظام العالمي الجديد موجودة بأيدي الولايات المتحدة، حيث يُطْريها الموالون باعتبارها زعيمة العالم والقوة العظمى الوحيدة في حين يدينها المنتقدون بوصفها قوة إمبريالية مضطهدة. ووجهتا النظر هاتان، تستندان إلى فرضية تقول: بأن الولايات المتحدة باتت ببساطة تلبس عباءة السلطة العالمية التي سقطت أخيراً على أكتاف الدول الأوروبية.
إذا كان القرن التاسع عشر قرناً بريطانياً، فإن القرن العشرين هو قرن أمريكي؟ أو إذا كانت الحداثة ظاهرة أوروبية، في حقيقة الأمر، فإن ما بعد الحداثة ظاهرة أمريكية. وبالتالي فإن الانتقاد الأعنف الذي يستطيع المنتقدون توجيهه هو أن الولايات المتحدة تكرر ممارسات الإمبرياليين الأوروبيين القدامى، في حين يحتفل المؤيدون بهذه الولايات المتحدة بوصفها زعيمة عالمية أعلى كفاءة، وأكثر نزوعاً للخير والعدل، قادرة على تصحيح أخطاء الأوروبيين، غير أن فرضيتنا الأساسية المتمثلة بأن شكلاً إمبراطورياً جديداً للسيادة قد ظهر إلى الوجود، تتناقض مع وجهتي النظر كلتيهما. فالولايات المتحدة، مثلها مثل أية دولة قومية أخرى في الحقيقة، لا تستطيع اليوم أن تشكل مركزاً لأي مشروع إمبريالي. لقد ولّت الإمبريالية إلى غير رجعة. ما من دولة قادرة على أن تصبح زعيمة عالمية مثلما سبق للدول الأوروبية الحديثة أن فعلت. هكذا يحاول “مايكل هاردت” و”أنطونيو نيغري” تصوير إمبراطورية العولمة الجديدة وذلك من خلال اقتحام ميادين نظريات ما بعد الكولونيالية وما بعد الحداثة اقتحاماً نقدياً مع حرصهما على التنبيه باستمرار إلى التواريخ المتعددة لكل من الحداثة والرأسمالية. وباعتمادهما دائرة عريضة من الاختصاصات هي فلسفية، سياسية، اقتصادية، ثقافية، وغرضهما تقديم إطار نظري عام، يستشرفان من خلاله جملة من المفاهيم اللازمة للتنظير والتحرك في الإمبراطورية وضدها.
وبالرجوع إلى محتوى الكتاب نجد أنه يؤلف وحدة متكاملة مترابطة وشأنه في ذلك شأن أكثر الكتب الكبيرة، وهذا ما يجعله قابلاً للقراءة بالعديد من الطرق: من البداية إلى النهاية، وبالعكس، أجزاء منفصلة وبالقفز من مكان إلى آخر، أو عن طريق عقد عمليات المطابقة والموازنة. ففصول الجزء الأول تطرح الإشكالية العامة للإمبراطورية (الجديدة). أما في العمود الفقري للكتاب، في الجزأين الثاني والثالث، فهما يرويان قصة الانتقال والعبور من الحداثة إلى ما بعد الحداثة، أو من الإمبريالية إلى الإمبراطورية (الجديدة) في الحقيقة. ويقوم الجزء الثاني بسرد حكاية العبور من وجهة نظر تاريخ الأفكار والثقافة، من أوائل المرحلة الحديثة إلى الآن في المقام الأول، حيث يشكل تعقب مصائر مفهوم السيادة الخيط الأحمر الذي يخترق هذا الجزء من أوله إلى آخره. أما الجزء الثالث فيتحدث عن عملية العبور نفسها من وجهة نظر الإنتاج، حيث يفهم الإنتاج بمعنى واسع جداً، معنى يتدرج بين الإنتاج الاقتصادي من جهة، وإنتاج الذات من الجهة المقابلة. تغطي فصول هذا الكتاب فترة زمنية أقصر وتسلط الضوء بالدرجة الأولى، على سلسلة التحولات التي شهدها الإنتاج الرأسمالي من أواخر القرن التاسع عشر وحتى الآن.
المؤلف | |
---|---|
المترجم | |
عدد الصفحات | 592 |
الناشر |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.