حديث الطريقة

السعر الأصلي هو: 225 ج.السعر الحالي هو: 180 ج.

إن الذين لا يعلمون شيئاً عن ديكارت يعلمون أنه فيلسوف قال: “أنا أشك إذاً فأنا موجود”، ويعني ذلك أنهم يعرّفونه بواضع “الكوجيتو”. أما الذين يعرفون عنه أكثر من ذلك قليلاً، فهم يردّدون أنه وضع طريقة أو منهجاً بقي العقل من الخطأ، مثلما نقول إن ذاك الدّواء يقي الجسم من الحمى أو الأمعاء من التعفّن؛ وإذا كانت هذه المعرفة لا تخلو من سطحية، فهي كذلك لا تخلو من صحة او إصابة، حيث يمكن القول إن التجديد الديكارتي يتمحور في مظهره العام والمعروف لدى العموم على أقل تقدير، حول هاتين النقطتين، بإعتبار أن الأولى تمكّن من المعرفة، والثانية تؤسسها.

ويعني ذلك أن الفلسفة الديكارتية ترتكز في أساسها على إهتمامين متباينين، لكنهما متشابكان متلاحمان: الأول وهو نظري، يعتني بماهية الحقيقة أو الحقائق التي يمكن للإنسان إدراكها ومعرفتها؛ أما الثاني، فهو عملي وينطلق من واقع الناس اليومي، ويعتني بكيفية الوصول إلى هذه الحقائق، مع تأكيد الطابع الشامل أو البشري لهذه الكيفية، أي مع تأكيد عدم إنصافها بصفات خاصة “تفوق البشر”، وتنتسب إلى معطيات باطنية أو فوق إنسانية.

إن الفلسفة الديكارتية فلسفة فريدة، لا يهمنا منها ما أخذته أو لم تأخذه عن السلف، بقدر ما يهمنا منها ما فعلت به، وما أنجزته منه، أعني صرحاً فكرياً، قائماً بذاته، مستقلاً إستقلالاً تاماً عما سبقه، وحتى عما لحقه، فالمهم في رأيي، لدى أي مفكر، ليس ما يرتبط منه بما قبله، لأنه كما كان يقول بعض أدباء القرن السابع عشر في فرنسا: “كل شيء قيل ونحن جئنا متأخرين…”، بل المهم في كل تفكير هو طرافته، وطموحه، ووجه المتميز، المناضل إن صح التعبير، من أجل حقيقة جديدة، وتصورات جديدة…

رمز المنتج: Fox-BIC7747V664071 التصنيفات:
المؤلف

المترجم

عدد الصفحات

400

الناشر

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “حديث الطريقة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *