الاحذية الايطالية

رجل يعيش وحيداً على جزيرة جليدية ، يلقي بنفسه في حفرة ثلجية كل يوم ليتأكد من كونه مازال على قيد الحياة…
ذات يوم تأتي امرأة عجوز تستند على عكازها وفي لحظة توقف فيها الزمن يتعرف عليها ..أنها المرأة التي أحبها في الماضي أكثر من أي امرأة أخرى ..أنها أفلحت في العثور عليه بعد أربعين عاماً من اختفاءه…بوصولها اليه قد غدت عزلته على جزيرته وهماً..كانت المرأة قد اصيبت بمرض السرطان وعلى وشك الموت…ترى باستطاعتها هى التي تسلم لقبضة الموت أن تمنحه حياة جديدة ؟؟..
هل يمكن لها أن تغفر له خيانته باختفاءه من حياتها ؟
هل يمكن للمرء تصويب أخطاءه…؟
ان يفي بوعد ما حتى وأن مضى الزمن عليه طويلاً ؟
لقد كان مديناً لنفسه وللآخرين فأما عن الوعود غير المُصانة التي نقطعها للآخرين تلاحقنا دوماً ..تطاردنا لا يمكننا التهرب منها..تُذكرنا دوماً بوجودها …
وهنالك من الوعود ما نقطعها لأنفسنا ولكننا نخونها
تلك تُحاصرنا..تُسجن بدواخلنا ..تسحبنا نحو ذواتنا ، تسلبنا حياتنا شيئاً فشيئاً ..في صمت خانق ..في سكون مهلك ..
تماماً كقرية النمل التي كان الرجل يحتفظ بها في بيته انها تكبر يوماً بعد يوم وتجتاح الطاولة في صمت ..متى تمكن من أن ينقلها لمكان آخر عندئذٍ يكون قد أعلن بدء حياة جديدة…