تركوا بابا يعود

“بما تشعر عندما تبدأ في تسلق الجبل؟
تتسارع أنفاسك، ثم تلهث، تتعب قليلًا وتشعر بأنك أخفقت في ذلك القرار فتوشك على اليأس وثم ترى القمة وقد لاحت لك من بعيد فيزداد الأدرينالين في دمك وتركض حتى تصل، فتصفق فرحًا وإعجابًا بنفسك.”

ذلك ماشعرت به وأنا اقرأ تلك الرواية التالية لرواية” لاتخبري ماما”،وشعرت أنني ضئيلة الحجم أمام قوة ” توني” كاتبة القصة وصاحبة تلك المعاناة والسنوات الطويلة للغاية من الألم النفسي الذي لايزول.
من قرأ الجزء الأول سيصفعه قوة تلك الصبية وتصميمها على الحياة رغم ذلك الحظ التعيس الذي يحاوطها، رغم قسوة والدها ومافعله بها، وتذلل أمها وخنوعها ودفعها بعيدًا لأجل زوجها.
وما أعجبني رغم كل ماصار، إلا أنها لازلت تبحث عن الحب، كذب من قال أنَّ الفاقدين للحب المتعطشين للأمان هم الذين يتكالبوا على البشر؛ بل هؤلاء الذين أعطاهم القدر كل شئ ولازالوا راغبين في المزيد.
الرواية رائعة، فيها تحدي وقوة وأوقات يأس يعقبه قدرة على النهوض، لم أشعر إلا وأن أصفق إنبهارًا بتلك العزيمة من قلبٍ تهشم مرة تلو المرة.
شكرًا لشجاعة الراوية التي كتبت ألمها ووجعها بكل تلك البراعة ودقة التفاصيل.