الاديان العامة فى العالم الحديث

يسعى المؤلف من خلال هذا الكتاب إلى إعادة تقييم نظرية العلمانية  في ظل العودة العالمية للدين خلال العقود الأربعة الماضية؛ مسلطًا الضوءَ على ظاهرة “اللاخصخصة- التعميم” أو إعادة الاشتباك والانخراط الديني في المجال العام. عودة الدين كقوة فاعلة في السياسات العامة  تحدَّت العديد من الافتراضات المترسخة منذ فترة طويلة عن العلاقة ما بين العلمانية والحداثة. حتى السبعينات، تبنى العديدُ من علماء الاجتماع نظريةَ تراجع الدين، وأنَّ المؤسسة التقليدية في تراجع وخفوت وانهيار تحت ضغوطات الحداثة والمعاصرة. ونظرًا لاستحالة تجاهل الإحياء الديني القوي، فإنَّ هناك العديد من العلماء الذين استبعدوا نظرية الخصخصة كليةً كنوع من التفاعل مع الصعود الديني القوي في الآونة الأخيرة. وعلى النقيض؛ فإنَّ “كازانوفا” يحاول من خلال هذا الكتاب رسم خط تحليلي واضح بين اللحظات الثلاث المميزة لنظرية الخصخصة: الأولى، التمييز والتفريق بين المجالات العلمانية -كالدولة والسوق- عن الدين. الثانية، تراجع الممارسات والإعتقادات الدينية. الثالثة، خصخصة الدين. وينهتي أخيرًا إلى القول بأنَّ عملية التمييز والتفريق هي جوهر الدفاع عن العلمانية، في حين أنَّ الانحدار أو التراجع الديني هو خطأ من الناحية التجريبية ومزيف من الناحية المعيارية. (مركز بيركيلي للدين والسلام والشئون الدولية)