اركون ونقد الفكر الاسلامى

إنّ الآفاق التي توسع فيها نظر أقطاب هذا العقل هي التي شقت للإنسانية الطريق نحو التقدم العلمي منذ عصر النهضة.

ولا شك أن دعوة الإسلام إلى العلم، والبحث، والإجتهاد، والسير في الطلب، وطلب الحكمة، والإصلاح، وتعمير الأرض، دعوة تفتح هذه الآفاق بإستمرار ولا تسدها.

وقد كان علماء الإسلام، سواء في مجالات العلوم الشرعية أو في مجالات العلوم الطبيعية، على وعي بهذا الفتح الذي فتحه الإسلام أمام المعرفة الإنسانية فهبوا للدؤوب على البحث والتحصيل والإكتشاف، وهذه أسماؤهم خالدة في تاريخ الفكر الإنساني شاهدة على ذلك.

إن البحث العلمي في الحضارة الإسلامية بحث متحرر من كل القيود التي تتنافى مع حرية النظر الموضوعية والواقعية والوضوح والإبتكار، وما يجب أن نصفه بالدوغمائية هو الجمود على الأفكار المستوردة غير المناسبة لطبيعة المرجعية الإسلامية لأمتنا، والتحجر في الدعوة إلى التبعية، والإنسلاخ من جذور الهوية الإسلامية بدعوى “النقد” أو “العقل النقدي”.

هذا العقل الذي يتطلب – هو نفسه – نقداً جذرياً، يكشف خلفياته الإستلابية، ورؤيته العلمانية، وتهافته المنهجي.

وقد تضمن هذا الكتاب أدلّة دحض دعوى تطبيق النّقد المزعوم على نصوص الوحي