الدين عند الاغريق والرومان والمسيحيين

يواصل العقل الإنساني مسعاه لكن هذه المرة على سفوح الأوليمبس وأوديته وظلال البلوبونيس وعلى مياه الايجه وشواطئ آسيا الصغرى ومياه البحر الأبيض حيث راحت ذاكرة البشرية تستعيد صورة التفكير الديني والعقائد الأولى لتنفض عن الفكر غبار الركود عن المعتقدات الآرية، فتحدث فهيا تغييرات جوهرية. في هذه البقاع انحسر الظلام فأشرقت الشمس على صور جديدة تلونت بالطابع الهلليني.
إن المؤلفة ترصد في الكتاب الثالث من سلسلة “نحو آفاق أوسع” مراحل تطور الفكر الديني عند الإغريق والرومان والمسيحيين كما تبحث في انبثاق فكرة “تميز” أو القانون الكوني وإشراق عقيدة “دكه” أو العدالة العالمية، وتعرض لشرائع سولون، ودراكو وليكرجوس، ومشكلة النفس وعقيدة الخلود في الدين الأوليمبي.
وتقتفي المؤلفة آثار العقل وهوي تقدم نحو تأسيس العقائد الدينية فتعرض لعقيدة تأليه المخلص ونظرية الوسائط وانقلاب الكلمة إلى قوة عاملة ومعقولة. وانتصار عقيدة المسيح المنتظر في دائرة العقل الجماعي وإخفاقها في الدائرتين الكهنوتية والفكرية: وبالتالي تركز الكتابة في كتابها هذا حول ثلاثة محاور، الدين عند الإغريق، الدين عند الرومان، والدين في العصر الهلليني الروماني.