مدينة الملائكة
السعر الأصلي هو: 225 ج.170 جالسعر الحالي هو: 170 ج.
إنه النظر في تلك الملفات – إن كنت تعلم – هو ما قد أفسد الماضي وسمّم معه الحاضر في الوقت نفسه، قال فرانشيكو أنه لا يفهم ذلك تماماً، قلت: إن الإختراق المفاجئ للحقائق يمكن أن يكون له تأثير مدمر.
هنا ثارت ثائرة فرانشيكو فصرخ في وجهي: سألني أحقاً اعتقدت أن ما وجدته في تلك الملفات يمثل حقيقة الوقائع؟ قلت: إن هذا ما يتم توجيه الرأي العام لتصديقه، بالضبط – قال فرانشيكو – اسألي نفسك لماذا… كان الليل قد حلّ، وقد لاحظت أن فرانشيكو قد بدأ يمل، كان يريد أن يرحل، ولكن كان عليّ أن أبقيه، قلت أنني وصلت لتوّي إلى ما كان لا بد أن أحكيه أصلاً وما تطلب مني هذه المقدمة…
آخر يوم في الجهاز، أخيراً، كنت قد أطلعت بالفعل جيداً، بشكل أو بآخر على الأثني وأربعين ملفاً وتعرفت على الأسماء الحقيقية للمراقبين ثم نسيتها، اعتقدت أنك قد انتهيت منها، فقمت بالضغط على الموظفة المسؤولة عنك التي كنت قد كوّنت معها علاقة أشبه بالصداقة والتي كانت تعرف ملفاتك أكثر منك شخصياً: قلت أن هناك شيئاً آخر، راودك فوراً شعور بوبال محدق من دون أن تعلمي ماذا يمكن أن يكون هناك بعد، لكن أردت أن تعرفي، على الفور أبدت تردداً، ليس مسموحاً لها أن تطلعك على “سجلك الجنائي” – أول مرة تظهر هذه الكلمة – فقد وقّعت تعهداً بذلك، لكنك أصررت.
في النهاية أخذت منك عهداً أن لا تقولي لأحد أنها خالفت هذه التعليمات، ثم غادرت الغرفة التي جلستما فيها سريعاً حيث انتهى وقت العمل وعادت حاملة غلاف ملف أخضر رقيقاً وضعته أمامك وقلّبت أوراقه – وأنت لا تزالين غير مدركة بعد – وهي واقفة خلفك لبضع دقائق لم تتوقف خلالها عن التلفت حولها لكي لا يضبطها أحد وهي تقترف تلك المخالفة، أليس هذا خط يدك؟ – سألتك بصوت خفيض يشوبه الشجن، وكان هو بالفعل خطي، قلت لفرانشيكو، ومنذ ذلك الحين عرفت: أنه ليس مجرد قول أن يقف شعر رأس المرء، وإنما هذا ممكن حقاً… لكنك لم توقعي على شيء، لا إقرار ولا أي شيء – قالت الزميلة – فهذا يغير الوضع تماماً.
المؤلف | |
---|---|
المترجم | |
عدد الصفحات | 516 |
الناشر |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.