كيف لم اعد يهوديا؟

يؤكد شلومو ساند في هذا الكتاب ما ذهب إليه في كتابيه اختراع الشعب اليهودي واختراع أرض إسرائيل بأنه يشعر بالخجل من العنصرية التي تقوم عليها الدولة التي يحمل جنسيتها ويظهر مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين الذين تحرمهم العنصرية الصهيونية حقوقهم بل ويعتبر أن الصهيونية قد خلقت من وجهة نظره قومية فلسطينية وإسرائيلية وترفض الصهيونية الاعتراف بهما.
ساند يعتقد بعدم وجود يهودية علمانية بسبب عدم وجود تعريف حقيقي لها وعدم وجود عوامل مشتركة بين من يعتبرون أفرادا فيها.
ساند يعلن في هذا الكتاب وانطلاقا من خجله من عنصريتها اللا أخلاقية أنه ليس جزءا من اليهودية العلمانية. . لكنه إسرائيلي (من دولة إسرائيل التي ولدت بعد 48) ويشعر بالحنين لتل أبيب كل ما سافر خارجها ويدرك بأن حلمه بكونفدرالية بين دولتين فلسطينية ويهودية اقرب إلى المستحيل لكنه يعتقد أن دولة إسرائيل إذا ما تخلت عن تقوقعها وإصرارها على أن تكون دولة يهود العالم وتقبلت الفلسطينيين كمواطنين كاملي المواطنة سيفتح لها أبواب مستقبل أفضل عكس ما ينتظرها إن لم تفعل ذلك.
وجهة نظر شلومو ساند متطورة بالنسبة لغيره من الإسرائيليين سواء تبنوا الأفكار الصهيونية أو شعروا بالخجل منها.. لكنها أبعد بكثير من طموحات وأحلام الفلسطينيين في فلسطين وفي الشتات الحريصين على استعادة حقوقهم في أرضهم كاملة غير منقوصة