هدايا
السعر الأصلي هو: 150 ج.115 جالسعر الحالي هو: 115 ج.
“هدايا” رواية نسج خيوطها الروائي الأفريقي في السنين الخمس والعشرين الأخيرة ” نور الدين فارح ” الذي يعد أحد ممثلي الرواية الحديثة رهافة وإنسانية، يعالج في أعماله الروائية أزمة ما بعد الإستعمار، نهاية الدولة القومية، التحزب والعزلة، الفروقات الطبقية… نقرأ في رواياته ذلك التحول الذي شهده الصومال في بضع عشرات السنين من حالة البداوة الرعوية في القرن الأفريقي إلى الإندماج في الإقتصاد العالمي ومن ثم التحول إلى ثورة دولية، ويبدو أن ذلك التحول لم يلغ القديم بل أعاد إنتاج ويتبدى ذلك في أن العادات القديمة لم تختف، بل أعيد إنتاجها لتبقى صالحة ولتغذي المتخيل في هذه الحياة الجديدة، حيث تقوم روايات ” فارح ” في هذه الحبكات العائلية والجنس وإستفهامات عديدة على لسان شخصيات روائية، وخصوصاً المرأة، فمنذ رواياته الأولى تقمص لأحداث رواياته وبطلاتها، وهذا ما نشهده في ” هدايا ” الرواية التي بين أيدينا، حيث الشخصية المحورية فيها إمرأة تعمل ممرضة في دار للتوليد في مقديشو، تبلغ من العمر 35 سنة، تربي ولدين توأمين، أنجبتهما من زواجها الأول القسري من رجل عجوز صديق أبيها، وفتاة أخرى أنجبتها من زواجها الثاني من صحافي مدمن على الكحول يدعى ” بوزازو ” يعمل لمصلحة الأمم المتحدة، إلتقته إثر عودته من الولايات المتحدة، نسجا علاقة حب بطيء، وعميق، جمعهما ألم الحياة وجروحاتها، فقررا المضي معاً. كذلك يفكر الأديب في روايته هذه واقع الحال الذي تعيشه الصومال، حيث غالبية الشعب ترزح تحت وطأة ظروف حياتية صعبة ” مع أن الحديث الرئيسي الذي يشغل الجميع كان شح الوقود وإنقطاع الكهرباء على نحو كتكرر ومتزايد ” وقالت أخرى ” لا توجد كهرباء، ولا ماء، ولا خبز، وى صحف “. وتقول ممرضة رابعة ” لا يمكن وصف عدم توفر البنزين وإنقطاع الكهرباء أو عدم توفر المواصلات العامة إلا أنه لعنة مزدوجة غلى المرأة “. أحداث كثيرة ومحطات متنوعة سوف تصحبنا معها هذه الرواية المأساوية عن شعب شهد حرب عصابات ونزام قبلي يتسع في كل لحظة رغم التطور العلمي، لتحضر معه كاميرات العالم بأسره كي تقتات بالدموع ولتلحق بالجذالات الأميركيين أو بالوزراء الأوربيين المحملين بأكياس الأرز فماذا يفعل شعب أراد الحياة وسط دعوات للموت أصبحت غطاً وسمة لشعب دون آخر.
المؤلف | |
---|---|
المترجم | |
عدد الصفحات | 332 |
الناشر |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.