منذ بدأ علم النفس في بناء قواعده على أسس علمية وهو مشتغل بمحاولة تفسير المعتقدات الدينية. ولكن السنوات العشرين الماضية شهدت ازدهاراً غير مسبوق في المحاولات العلمية لتفسير المعتقدات الدينية: من اين تأتي هذه المعتقدات؟ ما الذي يسببها؟ وكما هو متوقع، فان هذه التحقيقات تبعها تساؤلات حول ما اذا كانت تلك التفسيرات السببية للمعتقدات الدينية تؤثر على الحكم بصدقها أو كذبها أو عقلانيتها أم عدم عقلانيتها.
.
لقد نضج علم الأعصاب، وكذلك يكفي أن يبدأ في إحراز تقدم حقيقي بخصوص كيفية تشكيل المعتقدات، وقد تحول هذا التقدم الى دراسة اسباب المعتقدات الدينية. والأبرز من بين هذه الجهود هو ذلك المجال متعدد التخصصات والمعروف بعلم الدين الادراكي، الذي هو المحور الرئيس لهذا الكتاب.
.
وكما حدث في الماضي، فسرعان ما تبعت هذه المعالجات العلمية للمعتقدات الدينية معالجات فلسفية لما يعنيه العلم بخصوص ما اذا كانت تلك المعتقدات الدينية صالح أم سيئة.
.
يعد المؤلف (كيلي كلارك) فيلسوفاً في مجال فلسفة الدين موهوباً في تبسيط الافكار والحجج المعقدة. وهو من أهم قادة هذا الاشتغال الفلسفي في علم الدين الادراكي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.