بارتلبى النساخ

قصة “بارتلبي” كُتبت بلغة هادئة، وهزليّة على نحو معتدل. وعلى الرغم من ذلك، فقد استخدم مِلفل هذه اللغة، وعلى نحو متأني، في موضوع فظيع، والذي تبدو عليه أيضاً بعض السمات التي تؤذن بكافكا.
تنتمي قصة “بارتلبي” إلى مجموعة قصصية معنونة باسم “حكايات الشرفة” وقد ذكر جون فريمان أن هذه القصص لم تكن مفهومة تماماً إلا بعد أن قام جوزيف كونراد بنشر بعض القصص القصيرة المشابهة، بعد أن مضى عليها ما يُقارب نصف قرن. وأود أن أُشير أيضاً إلى أن أعمال كافكا تُلقي ضوءاً خفياً، وغريباً على “بارتلبي” قصد مِلفل تُوّظف نوعاً أدبياً، أعاد فرانز كافكا اكتشافه لاحقاً. وقد استخدمه في حوالي عام 1919. والذي يتمثل في النزوات التي تتعلق بالسلوك والمشاعر، أو كما قد أصبح يُطلق عليه الآن بطريقة خاطئة “قصص سيكولوجية”.
إن عظمة مِلفل لا يرقى إليها الشك، ولكن مجده يُعتبر حديث العهد إلى حدٍ ما. عددٌ ضخم من السكان، مدن كبيرة، ترويج إعلامي خاطئ وصاخب، جميعها عوامل قد تواطأت لتجعل من الأشخاص العظماء المغمورين، جزءاً من التراث الأمريكي.
إدغار آلان بو كان واحداً من هؤلاء، وكذلك كان مِلفل