قصة الالوان
السعر الأصلي هو: 140 ج.95 جالسعر الحالي هو: 95 ج.
إن ما يعرف بالعناصر الأربعة: أرض، وماء، ونار، وهواء، هي بدورها ألوان بدئية: أخضر، وأزرق، وأحمر، وأصفر، الألوان بمعنى آخر تمثل نوعية الأشياء ليغدو هذا الإدراك بقدر ما هو ذاتي؛ كونيّاً أيضاً.
وقد اعْتُبِرَتْ الألوان مواد مغلّفة تفشي الحقيقة؛ بل هي إقتران الحقائق السماوية بتلك الأرضية أيضاً: قوس قزح، يُسْرَدُ في قصة الألوان هذه، بإيجاز، سواء الملمح الرؤيوي والرمزي، أم ذاك المادي والتصويري، وغلب على اللون، قروناً مديدة، سحرُ وإغواء الأقمشة، والمواني، والزلّيج، والمنمنمات، والتصاوير، وصولاً إلى تفسير اسحق نيوتن العلمي الذي رأى في ألوان الطيف السبعة: أحمر وبرتقالي، وأصفر، وأخضر، وأزرق، ونيلي، وبنفسجي، خلاصة ضوء الشمس الذي يمكن إعتباره أبيض.
قبل هذا التفسير العلمي للألوان بوقت طويل، وبشكل لافت رأينا كيف اعتبر ليوناردو دافينشي أن الألوان مجبولةٌ من ضوء وظل كتمثيل الواقع البشري المكوّن من روح وجسد؛ لذلك تشكل الألوان جزءاً من الخيمياء التي تنتج مادتها، وأيضاً ذاك الحسّ البصري (والسيكولوجي) لمن يراها ويتأملها: لبست كل الألوان بالكيفية نفسها؛ إنما كلها بطريقة شديدة الشبه.
إن ملايين الأخضر، اللون الأكثر حضوراً في الطبيعة بقدر إختلافها يظل بالمقدور التعرف إليها ما إن تُدرَك، لذلك نصف الشيء على أنه أخضر؛ لا أزرق ولا أصفر، اللونان اللذان يمنح مشيجها الأخضر، ثم إنه ضمن إدراك العين البشرية وتطور الدماغ (لذلك هو لون حديث) توجد ألوان داكنة وألوان فاتحة، باردة أو حارة، غير أنها ضمن هويتها بمقدورها أن تكون واضحة للعيان أو تكاد لا تُرى.
للفراشات النهارية والليلية أشكال فاتحة وداكنة كثيرة التباين فيما بينها؛ لكن ما هو الخطاب الكروماتي بين أنواعها في مواجهة المفترسين المحتملين؟ نحن لا نعرفه وبمقدور الألوان اللافتة للإنتباه بين الحيوانات والحشرات حسم الإنجذاب بين أنواعها، أو التخفي بين أنواع مختلفة؛ ولطالما اعتُبِرَ اللون في الفنون وتاريخ التصوير خلف الخط والرسم، بذلك تكون البندقية معاكسة لفلورنسا…
ربما هناك مجال أوسع للدخول إلى عالم الألوان… تقصي أسراره… وتلمس أعماق معانيه… سيكون بوسع القارئ القيام بتلك الرحلة الممتعة لحظة أن يطأ بناظريه عبارات هذا الكتاب الذي يروي له المؤلف من خلاله قصة الألوان؛ صدرت قصة الألوان هذه سنة 1983، وتنشر الآن في ثوب غرافيكي جديدة وقد حظيت بعدة طبعات، وترجمت إلى عدة لغات… وكيف لا وعالم الألوان عالم ساحر، ثري عجيب… إذ سيكتشف قارئ الكتاب أن اللون له حسِّه وجسده وهيئته وشكله ونسقه وحركته وشغفه، وله أيضاً لونه!…
يحيل المؤلف القارئ إلى مراجع متنوعة من مراجع الفلاسفة ولعلماء الفيزياء، كما مراجع لكبار الرسامين الذين طوروا نظرية الألوان عبر القرون، هكذا يحيل الكاتب القارئ، وبالمتعة نفسها، والشغف نفسه… إلى اسحق نيوتن ديوي كلي وفيتفنشتاين، كما وإلى تأملات فكرية معاصرة… يستغرق المؤلف في إستشفافاته متناولاً طرق صنع الألوان وإستعمالاتها وتحولاتها عبر العصور، إنتهاء بالإنعطافة الصناعية وما أدّت إليه من صبغات كيميائية عنيفة… وسيتحدث عن بعض ألوان أكثر من غيرها مستعيناً بالعديد ممن كتبوا عنها… لأجل بحث سرمدي بمقدوره أن يستحيل لدى القارئ بكاءً أو نشيداً…
المؤلف | |
---|---|
المترجم | |
عدد الصفحات | 256 |
الناشر |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.